ما أن أعلن عن الحجر الصحي المنزلي في المملكة العربية السعودية والعالم ، بسبب جائحة وباء الكورونا الذي اجتاح العالم ، وقد أطلق العنان للفنانين التشكيليين في كل مكان في العالم لمواجهة التحدي الكبير في المكوث في المنزل ، بل كان فرصة ذهبية للمبدعين لتحقيق طموحاتهم واستكمال مشاريعهم الفنية المتعثرة لضيق الوقت قبل الجائحة .


وقبل التشكيليين التحدي لتكون قاعات العرض هي المنصات الإلكترونية ، وتحويل تلك المنصات لعالم جميل من الحب والعمل ، فباتت تلك المنصات مصدر الطاقة لإبراز تلك الأعمال الفنية والتي كثيراً منها كانت تخاطب الوجدان والمشاعر ، والبعض منها كانت رسائل محبة وسلام للعالم للتخفيف من الحالة السلبية التي تنتاب البعض من أفراد المجتمع نتيجة للحجر الصحي المنزلي ، والبعض حول مرسمه ليكون أيقونة سعادة للأخرين .


في المملكة العربية السعودية كان الفن أحد أبطال هذه الحقبة من الزمن ، فأطلق يوم الجمعة 17 أبريل أول معرض دولي في زمن الكورونا من المملكة العربية السعودية ، وهذا اليوم اليوم كان لأجل أن يتوافق مع العالمي للفن الذي يصادف 15 ابريل من كل عام ، وشارك فيه ست وعشرون فنان من مختلف البلدان العربية ، وكانت المنصة الإفتراضية هي مقر افتتاح المعرض ، وبالمصادفة أنه لليوم وكل دولة تقيم المعرض تسجله على أنه الأول في العالم ، رغم أننا سبقنا العالم كله في إقامة المعرض والحمد لله .


وفي يوم الثلاثاء 3 مايو افتتح معرض مواهب في زمن العزلة ، والذي ضم اربع وعشرون موهبة من مدن ومناطق المملكة ، وكان فرصة للأطفال الحديث في المعرض عن تجربتهم مع الحجر المنزلي الصحي والإستفادة من الوقت .
أما مراسم الفنانين في المملكة فكانت منصات للإبداع ومصدر للسعادة والأمل والإيجابية ، وهذا يؤكد أهمية التفرغ الفني للفنانين التشكيلين ، حيث أن الإبداع يتطلب التفرغ ، والمكوث في المرسم لوقت طويل ، وفي كل الأوقات ، حيث أن لحظة الإبداع لا تأتي في كل وقت ، لكن الفنان يستطيع اقتناصها حينما تأتي ، وتبدأ الحكاية حتى تنتهي بحب .


أما المبادرات الفنية فكانت لا تتوقف ، كل يوم نستمع لمبادرة فنية يطلقها الفنانين من حيث أماكن تواجدهم ، ومن أهم تلك المبادرات ( كمامات في زمن العزلة ) التي أطلقتها جمعية شمس لضغط الدم والتي تم تحويل تلك الكمامات لعنصر فني جميل يمنح الآخرين السعادة والأمل ، شارك فيه عدد كبير من الموهوبين ، وكذلك جمعية إيثار للتبرع بالدم التي قدمت يومي العيد برنامجاً جميلاً للأطفال ، وكان للفن نصيب من هذا البرنامج ، فقدمنا ورشة عمل فنية للأطفال لرسم أجمل كمام وعمل أجل عمل فني ، وعمل أجمل بطاقة معايدة وفي كلتا المسابقتين كان الهدف هو دعم المواهب الفنية وتشجيعهم واستثمار أوقاتهم بما هو مفيد ، ومن باب الإطمئنان على صحة الفنانين تم إطلاق مبادرة ( سمعني صوتك ) لأطمئن عليك ، ومسابقات عديدة أطلقها الفنانين لتحفيز المواهب الشابة ، منها تحدي الفن ، وتحدي أجمل لوحة في زمن الكورونا ، وكانت منصات التواصل الإجتماعي لا تهدأ من تلك المبادرات الفنية ، لتسجل أعلى حضور تشكيلي في العالم الإفتراضي ، وهذا بفضل من رب العالمين الذي منحنا التفرغ للإبداع والمكوث في البيت .

عبد العظيم الضامن